يقول الله عز وجل في كتابه الحكيم " ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة ..." صدق المولى العزيز الرحيم.
نعم أحبتي كما قال جل وعلا فإن الزوجة خُلِقت من أنفسكم؛أي أنها مخلوقةٌ من آدم ليسكن آدم إليها، ويشعر معها بالراحة. حتى أن الله قد زرع في قلبيهما زهور المودة والرحمة، ولكن ذلك ليس كل شيء إذ أننا لا ننكر أن الكثير من الزيجات لا تنجح، كما أن بعض الأزواج لا تكون علاقتهم جيدة، وكثيراً ما تُصاب المرأة ببعضٍ من خيبة الأمل كما طفلٌ تحمس لمدينة الألعاب ثم حين أتاها كانت الكهرباء مقطوعة، وكذلك الحال عندما يتخيل شابٌ في مقتبل العمر أنه سيكون لزوجته عالمها كله، وأنه سيحنو عليها كأب، ويغار عليها كأخ، ويحميها كفارسٍ مغوار وكنه في مرحلةٍ ما تحاصره حيرةٌ لا يدري لها تفسيراً، إذ قد يشعر الزوج أنها لم تعد تهتم لما يفعله، أو أنها لا تقدر ما يقوم به.
عزيزي القارئ وجودك في هذا المقال إن دل فعلى أنك تهتم لتعرف، وإليك جواباً بسيطاً لذلك عزيزي:- يٌقال أنه إذا كان الرجل يفكر شرقاً،فالمرأة غالباً ما تفكر غرباً؛ أي أنهما في أغلب الوقت مختلفان في طريقة النظر إلى الأمور، وهذا ما قد يجعلك تحتار كيف تراعيها وتهتم بها، فبعد كل شيء هي تركت عالمها الآمن لتخوض معك مغامرة الحياة، وأنت بلا شكٍ تراعي ذلك، وتودُّ أن تكون حياتها معك سعيدة.
بلا شك هناك الكثير من الخطوات التي قد تقرؤها في كل مكان عن كيف تهتم بزوجتك ، لكنني سأوجه لك نصائح أبسط من ذلك تهتم بإنسانية العلاقة بينكما،وتعني الكثير لي كأنثى، وبالتالي أيضاً فهي تعني الكثير لأغلب الزوجات. عزيزي يكمن سر الاهتمام الصحيح بزوجتك، وجذب قلبها إليك أولاً بأن تفهمها، وتقدّر اختلافها عنك كرجل؛ فبينما أنت تفضل بعض العزلة والراحة حينما تعود من العمل، هي تفضل أن تفرغ كل ما لديها من أخبار ومشاكل، وتحب أن تتململ مما جرى في السوق، وما إلى ذلك من مواقف يومية تتعرض لها، قد تبدو هذه المحادثة لك كثرثرة بلا قيمة، ولكنك عزيزي لا تدرك أن زوجتك إنما تحب أن تجعلك جزءاً من كل شيءٍ في عالمها؛ لذا فهي تنقل لك كل ما حصل معها كي تتشارك الذكريات معك، لذا عندما تتحدث زوجتك إليك فأفضل شيء منك هو أن تشعرها بالاهتمام بما تقوله، ولا بأس لو تظاهرت بذلك ونظرت إليها بعينين محبتين وابتسامةٍ حنونة.
أمرٌ آخر عزيزي وهو التفاصيل؛ أجل تحب المرأة تلك التفاصيل الصغيرة والتي قد لا يلاحظها الكثيرون فمثلاً عندما يحين عيد زواجكما لا يهمها غالباً حجم الهدية، بقدر قبلةٍ رقيقةٍ صباحاً، وجملةٍ تخبرها بما تعرفه أصلاٍ عن مقدار حبك لها، جميلٌ منك أن تمر في السوق يوماً دون مناسبة، وتحضر لها وروداً مثلاً، أو تجلس معها في الحديقة لتشاركها قهوة الصباح، وتخبرها بأن نهارك لا يساوي شيئاً دونها. كما تحب زوجتك أن تُشعرها دائماً أنها جزءٌ من عالمك، تحبك قوياً لكنها تكون سعيدة حين تشعر بأنك تستند عليها؛ فهذا يشعرها بأهميتها لديك، وخصوصية حضورها في قلبك مقارنةً ببقية النساء.
دائماً تذكر بأن الزوجة هي طفلةٌ أنت مربيها، فكما تربيها تكون، ومن عادة الأنثى أن تشعر بالخضوع للذكر الذي يحميها ويشاركها حياتها، لذلك عزيزي كما تحب لبنتك أن تشعر فاجعل زوجتك تشعر؛ أي أن تُشعرها بالحب والأمان والاستقرار، عزيزي تذكر أيضاً أنها رقيقةٌ جداً، وعاطفيةٌ جداً، وعندما تكون غاضبةً منك لا تبتعد أو تهرب بل اكتفِ بأخذها في حضنك برقةٍ، وأشعرها أن كل شيءٍ سيكون على ما يرام، أنت لا تعرف كم يكون هذا مهماً عندها.
ختاماً عزيزي كما قالت الآية الكريمة السابقة الذكر أنها خُلقت لتسكنوا إليها؛ أي أن الزوجة هي سكنك، فكما تحب لسكنك أن يكون تعامل معها:- كن رجلاً، طيباً، حنوناً، كريماً، حازماً، قوياً، وإنساناً.
أتمنى عزيزي أن تنفعك هذه النصائح البسيطة لتجعل علاقتك بزوجتك طيبة جميلة سعيدة ومبنية على أساس قوي من التفاهم والثقة والحنان.
المقالات المتعلقة بكيف يهتم الرجل بزوجته